-A +A
تركي العسيري
تعود معرفتي بمحافظ بيشة الجديد الأستاذ/ مساعد بن سعود التمامي، إلى زمن بعيد يقارب الثلاثة عقود، فقد عرفته وكيلاً لوالده الشيخ/ سعود التمامي (رحمه الله) حين كان أميراً لـ(بيشة) في التسعينات، وكان وقتها شاباً يافعاً ممتلئاً حيوية ونشاطاً. ثم أسند إليه العمل كأمير لمحافظة بلقرن قبل أن تتحول إلى محافظة فمحافظاً لسراة عبيدة، وكان آخر عمل أسند إليه محافظاً لـ(محايل عسير). والأستاذ/ مساعد التمامي أقولها لوجه الحق، إداري محنك، ومسؤول خبير عدا عن خلقه وتواضعه وهو الأمر الذي أدى إلى أن ينال ثقة ولاة الأمر في تعيينه محافظاً لواحدة من كبريات محافظات منطقة عسير. وأذكر أنه حين عين أميراً لبلاد بلقرن.. كان حريصاً على أن تأخذ هذه المنطقة حقها من المشاريع التطويرية، عدا عن اهتمامه بتحويلها إلى مركز اصطياف جذاب، وقد اصطحبني وكنت وقتها مسؤولاً عن مكتب «عكاظ» في بيشة في جولة على أماكن الاصطياف في «سبت العلاية»، شارحاً لي عن طموحاته وأحلامه لتحويلها إلى واحدة من مدن الاصطياف، وهو ما دفعني لإصدار ملحق عن تلك المنطقة العزيزة. هذه مقدمة ضرورية.. لأدلف من خلالها إلى الموضوع الأساسي الذي من أجله كتبت هذا الموضوع، فمعلوم أن محافظة بيشة تُعدّ من كبريات محافظات عسير مساحة وسكاناً وإمكانات.. وقد نالت من اهتمام ولاة الأمر وأميري المنطقة سمو الأمير/ خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة حالياً، وسمو الأمير فيصل بن خالد أمير عسير حالياً الشيء الكثير.. وما تلك الزيارة القريبة التي قام بها الأمير فيصل إلا دليل على اهتمامه وحرصه بالاطلاع على أحوال المحافظة وتحقيق طموحات المواطن فيها. لذا فإن ما أود طرحه على أخي سعادة الأستاذ/ مساعد التمامي.. يندرج ضمن تطلعات أبناء هذه المحافظة في بعض الجوانب التي لا تزال في حاجة إلى جهده واهتمامه.. وسأوجزها في نقاط: «1- عملية تنفيذ المشاريع تسير بوتيرة بطيئة.. فمثلاً مشروع الصرف الصحي يسير بطريقة غاية في البدائية بحيث تحولت الشوارع إلى مطبات، وحفر مزعجة تؤدي إلى اتلاف المركبات.. عدا عن طريقة الردم والسفلتة تتم بطريقة غير عملية.. كما أن عملية التوصيل من المنازل إلى الشبكات الرئيسية تنفذ بمقابل مادي لا يقدر عليه الكثيرون، 2- تعاني المدينة من عدم وجود شبكة مياه نقية توصل إلى المنازل في وقت يعاني منه المواطنون الأمرين من جراء جلب المياه إلى خزاناتهم من قبل أصحاب الصهاريج التي لا تخضع للرقابة، 3- حاجة المحافظة إلى جامعة تضم تخصصات علمية يحتاجها سوق العمل كـ(الطب، الهندسة، الزراعة.. إلخ) نظراً إلى ما يعانيه أولياء الأمور من مشقة في سبيل إكمال ابنائهم دراساتهم الجامعية، 4- وضع حلول عملية لإعادة الحياة إلى المزارع «الميتة»، وعدم السماح بتحويلها إلى مخططات سكنية، فشهرة بيشة على مر العصور جاءت من كونها منطقة زراعية في المقام الأول.. أما الآن فباتت تعتمد في احتياجاتها على ما تنتجه المحافظات الأخرى، 5- حاجة المحافظة إلى صياغة رؤية مستقبلية لمستقبلها بعد ربع قرن أو نصف قرن مثلاً يساهم في وضعها رجال يملكون الرؤية العميقة ومن شتى التخصصات.. فالمدينة بوضعها الحالي غير مؤهلة لمجاراة مثيلاتها من المدن الأخرى.. فهي تتمدد في اتجاه واحد (الجنوب)، وكان من الممكن أن تنمو وتتمدد في شتى الاتجاهات لو أُحسِن التخطيط، ولو كان هناك رؤية مستقبلية تأخذ في الاعتبار الحال الذي ستؤول إليه المدينة في المستقبل بدلاً من الحلول الآنية والمريحة والمرتجلة، 6- المحافظة في حاجة إلى إنشاء مراكز ثقافية.. تساهم في صياغة وعي المواطن الذي نعول عليه في عملية التحديث عن طريق تشجيع الفعاليات الثقافية، وإلزام الكليات والإدارات ذات العلاقة بوضع برنامج ثقافي ضمن أنشطتها تلقى فيه المحاضرات والندوات والأمسيات المتنوعة وعلينا ألا ننتظر حتى يتم إنشاء ناد أدبي أو مركز ثقافي.. فالمواطن هو المحرك الأساسي لعملية التنمية، 7- دعوة رجال الأعمال للاستثمار في «بيشة» وتقديم الحوافز لهم، كما أقترح أن تنشئ المحافظة جائزة لأفضل إدارة حكومية يلحظ المواطنون نشاطها، وتفاعلها مع قضايا المجتمع.. وهو ما قد يؤدي إلى التنافس فيما بينها. سأكتفي بهذه النقاط على أمل الكتابة في بعض قضايا هذه المحافظة في المستقبل. وأرجو ألا يفوتني الإشارة إلى ما قدمه محافظ بيشة السابق الأستاذ/ حسين آل زلفة من جهد هو محل تقدير كل المواطنين.. وكذلك الأستاذ/ محمد سعود المتحمي الذي قدم رغم المدة القصيرة التي قضاها كمحافظ مكلف الكثير من المجهودات التي ساهمت في رقي هذه المحافظة.
ونحن متفائلون باستمرارية هذه الجهود الخلاقة.. خاصة وأن الأستاذ مساعد التمامي ليس جديداً على بيشة بل يعرف كل صغيرة وكبيرة عنها وهو ما قد يساعده على تقديم الكثير مما يرضي الأهالي، ويحقق طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم.. وبالله التوفيق.

تلفاكس 076221413